قـَـدْ كـُنـْتُ أعْـمـّـى

قـَـدْ كـُنـْتُ أعْـمـّـى

أنا الرئيسُ وإليكم شهادة ميلادي

لتعرفوا كم أني حكيمٌ في ربوع بلادي

ولستُ كما وصِّـفـْتُ بأني أعادي

شعبي وإعلامي والدنا والودادِ

إسمي : محمدحسني مبارك ( شرقي لكن ميولي غربية )

عمري : قد تخطـّى الثمانين ولكني لم أكمِل عَامي المائة بعـد !!

أبنائي : لم أرزق بغير علاء وجمال

أموالي : ما بين 40 & 70 مليار دولار في ثلاثين عاما ً !!

ضَحَايَايّا : لا أعرف لهم عَــدَّا

لكني حزين ؛

لأني لم أعْـبُر بشعـبي المِسكين اليَم ؛

وأسْقـَيتهُم ومُسَاعِـديّا كؤوس السم ؛

فكلما سألتهم ما أحوال الناس ؟

أجابوني :

أزلنا عـنهم كل صنوف الهَم

فهم يا فخامة الرئيس

أشقاء لنا وأبناء عَـم

ولأني مُسَالِم ؛

والنية عندي طيبة ؛

صَدَّقـت

ولهذي الصفحة

من دفاتر حُكمي

طـَوَيت

وحسبت بأن الشعب

في رَغـَدِ العيش ينعم

ولم يَعُـد من حقهِ

أن يتذمّر أو يَحلم

فأطلقت زبانيتي للتنكيل

ولظهورهم تـَقـْصِـم

لا تتعجبوا

فكما تعلمون عني جميعُكُمُ

بأني طاووسي النزعة

وأكره كل الأرقام

وبخاصة رقم التِسعَة

وللحكم الأبدي ليل

نهار أسعى

فلم يَكُ بمقدور أحدكم

منعي ولم يَكُ بوسعه

( قـَدْ كـُنتُ أعْـمّى )

لكن ضميري الآن قد ارتاح

لأني جَهَّزتُ حِـزمَة ًمن

القراراتِ للوضع المُتاح

نعم ( قـَد كـُنتُ أعْـمّى )

لكني منذ الخامس والعشرون

من شهر يناير

لعام ألفان وإحدى عشر

بالتقويم الميلادي

قـَـدْ صِـرتُ أصـَـم

فسألتهُ ألا تعبأ بشعبك ؟

فأجابني : لا ولن أهـتـَم

وخـَزني ضميري

ونزفت جروحي المُندَمِلة

فسالَ الدَم

وأنا بدوري

لكلام الرئيس لا أهتم

لكن شتان الفارق

بيني وبين مُبَارك